السنفور Admin
عدد الرسائل : 383 تاريخ التسجيل : 18/05/2008
| موضوع: النكبة ... النكبة ... إلى متى ؟! الإثنين مايو 19, 2008 11:07 am | |
| قال الله تعالى : {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ }المؤمنون74 هذه الآية مفتاح حديثنا مع اليقين أننا لا ندخل فيها برحمة الله لنا ، فهي تخص الذين لا يؤمنون بالآخرة بينما نحن نؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لكن إيماننا ضعيف فنَكبنا نوعاً من النكوب أي فرطنا نوعاً من التفريط في التمسك بشرع الله وليس النكوب كله فكانت النكبة .
كانت نكبة لا كالنكبات ، وبلوى لا كالبلوات ، وكارثة لا كالكوارث ، لا نعرف شعباً أصابه من المصائب أكبر مما أصاب شعبنا ، ولا أمة نزل بها من الظلم أفدح مما أصاب أمتنا وشعبنا الفلسطيني ، ولا حتى الهنود الحمر ، أو الأستراليين الأصليين أو الزنوج في جنوب أفريقيا ، فهذه الأمم اغتصبت أرضها وقتل منها مالا يحصى إلا أنها لم تشرد من أرضها بل بقيت فيها ، وتمازج معها المغتصبون وتمازجت معهم فليس لهم رسالة ولا دين مثلنا ، وقبل المغتصبون أن يشاركوهم البناء والانتماء ، فصاروا شعباً وأمة واحدة ، حتى وصل منهم من وصل إلى سدة الدولة رؤساء ووزراء ورجال أعمال وغير ذلك إلا نحن شعب فلسطين أصحاب الرسالة والدين ضمن أمتنا العربية والإسلامية، بالإضافة إلى القتل والتشريد للبرءاء من الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد ؛ كان التهجير والطرد لمن بقي حياً ، ولاتزال محاولات المحو والطرد قائمة وبكل صنوفها بما فيها محو المعالم الظاهرة التي تدل على أصحاب البلاد الفلسطينين بعد أن طرد أهلها ، دمرت البلدات والقرى والمدن تدميراً ، وبني فوقها بلداتٍ وقرىً جديدة ً بأسماء جديدة ، ومعالم جديدة ، لماذا ..؟ ..
جوابهم المزعوم : " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " ، وتوالت النكبات ولا زالت تتوالى على أهل فلسطين ، من كان منهم لازال في فلسطين أو شرده وطرده المحتل الغاصب إلى البلاد المجاورة أو البعيدة .
وأنشئت هيئات ولجان ومؤسسات ووكالات للإعانة والإغاثة والتشغيل للمشردين المهجرين ظلماً وعدواناً ، وأسموهم اللاجئين الفلسطينيين ، وخرجت القرارات الأممية والعربية ، تتلوها القرارات ، وكانت الاجتماعات تتلوها الاجتماعات ، وأعلن الصهاينة عن دولتهم في مثل هذا اليوم 15 /5/1948مـ ، ولم يكن لهم هذا لولا الأسباب التي سبقت من ضعف وتخاذل العرب والمسلمين بمن فيهم أهل فلسطين بكل معاني الضعف إضافة إلى الجهل السياسي بمجريات الأحداث وعوامل التأثير ومراكز القوة في العالم وعدم الفهم الواعي والدقيق لمكامن القوة في الإسلام والمسلمين عرباً وعجماً وفينا نحن أهل فلسطين ، ولا ننسى المكر والكيد الصهيوني المؤيد والمدعوم بقوى الاستكبار الأممي ، ولازالت تتجدد تلك الأسباب إلى اليوم ، وهي عوامل تماسك اسرائيل إلى هذا الوقت وإلى ما شاء الله ، وليس بهذه السهولة التي يتوهمها من لا يستطيع سبر الظواهر عبر خيوطها العنكبوتية الدالة لصاحب العين المجهرية للوصول إلى ما ومن يحرك تلك الظواهر والمظاهر، وكيفية تحريكه لها ولعبه بمن يلعب بهم عن معرفة وقصد أو دون معرفة ودون قصد من الملعوب فيهم وبهم في هذه السياسة الظالمة الجائرة عن العدالة وباسم العدالة المبدلة والمزيفة للحق باطلاً، وللباطل حقاً ، ولا أبرئ بعض من ينتسب إلى فلسطين مجرد الانتساب دون أن يكون الانتساب نابتاً شجرة طيبة في قلبه على أرض العقيدة الإسلامية الصافية التي وسع بها المسلمون إلى جانبهم النصارى واليهود أهل الكتاب الذين حفظوا للمسلمين عهدهم وحقهم على مدار التاريخ منذ الفتح الإسلامي وتسليم صفرنيوس بطريرك النصارى مفاتيح القدس لأميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه برضى نفس وطمأنينة قلب ، وأعط عمر رضي الله عنه البطريرك صفرنيوس " العهدة العمرية" , التي حفظت لهم حقوقهم منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم .
إننا في هذه الظروف الراهنة التي نكبنا فيها لامن عدونا فحسب بل من أنفسنا بأنفسنا وسعينا الدؤوب إلى تكريس الـ ( أنا ) الشخصية والـ (نحن) والـ (أنتم ) وهذا ( منا ) ، وهذا( منهم ) الحزبية ، والمقاتلة إلى حد سفك الدم ، واستحلال القتل للمخالف ، والاعتداء على العرض والمال , وإلجام الآخرين عن الكلام مطلقاً حيث أصبحنا وكأننا نعيش العصور الحجرية الأولى ، بل أشد ، في هذه الظروف الراهنة يجب علينا إعادة النظر في الأسباب التي أفضت بنا إلى نكبتنا الأخيرة هذه الأحوال الكريهة من هدم البيت الفلسطيني ، وقتل الإنسان الفلسطيني ، ومن عجب باسم الإسلام أورفع السلاح لفرض الرأي بالقوة ، أو إطلاق اللسان بلا قيد من دين أو خلق في الأعراض بقصد تحقيق الأغراض ، إن هذا لهو أعظم من النكبة الأولى ، ولذلك يجب أن نعمل على لملمة الشتات ، ومداواة الجراح ، ورص الصفوف ، وتوحيد الرأي ، وإرجاع المياه إلى مجاريها بمعرفة القدر لأهله والسن والفضل والسبق لأصحابه ، ورحمة الصغير ، وتوقير الكبير ، وإعانة المحتاج ، وإغاثة الملهوف ، والاستعداد لمعالي الأمور قبل حلولها ، واهتبال الفرصة عند سنوحها ، وتنقية الزرع من الأعشاب والحشائش الضارة ، وأما الاكتفاء بالهتاف في الشوارع ، والنداء في الحواري ، أوالاحتفال والغناء ، والتصفير والتصفيق عند قيام الخطباء ، أو التحزن والتباكى عند ذكرى المصائب والبلاء ، وفي كل عام مرة أو مرتين أو ثلاثة حسب المناسبات ، وإلهاب المشاعر بالخطابات والكلمات المؤثرة في حينها لا على الدوام ، دون خطة محكمة ولا منهج مستقيم ، متعجلين حسم أمورنا على سبيل ردة الفعل لا الفعل نفسه نتصايح هنا أوهناك واغوثاه ، ونسب هذا ، ونشتم ذاك ، كما يتصايح بنا المتصايحون هنا في غزة من فلسطين ، أغلى مانريده جرة من الغاز، أو لتراً من الكاز ، وأعلى ما نتمناه بنزين أوطحين ، فماذا فعلناه من أجل فلسطين ؟! .. وأين ذهبت القدس ؟!.. ناهيك عن اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا والجليل ، نكبة وراءها نكبة .. إلى متى !! | |
|